بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
روايه العمى الابيض وكانها تحكى عن احوالنا والمراه المبصره هى محروستنا مصر
ذكر الله :: الفئة الأولى :: ثقافى
صفحة 1 من اصل 1
روايه العمى الابيض وكانها تحكى عن احوالنا والمراه المبصره هى محروستنا مصر
"ما أصعب أن يكون المرء مبصرا في مجتمع أعمى"
"الأعمى السيء ليس ذاك الذي لا يرى، وانما الذي لا يريد أن يرى"
جوزيه ساراماجو
أذهلتني هذه الرواية التي قرأتها مؤخرا للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1998.
رواية تختصر قضايا كثيرة في مجتمعاتنا البشرية تحت عنوان عظيم: "العمى".
يبدأ الكاتب بسرد الرواية من نقطة الحبكة:
رجل يصاب بعمى من نوع غريب، عمى أبيض، يرى كل شيء أبيض ومشعا، مثل ضوء شمس قوي اضاء في عينيه فمنعه من رؤية كل شيء. ثم سرعان ما ينتشر هذا النوع من العمى في أوساط المجتمع كله فينتقل مثل جرثومة أو طاعون ليصيب المجتمع كله. الجميع يصيبهم العمى الأبيض.
فقط امرأة واحدة لأسباب غريبة لم تنتقل اليها العدوى، ظلت مبصرة، وحدها ترى بين هذا الكم الهائل من العميان.
إثر ظاهرة العمى التي ألمت بالبشر، تعم الفوضى أرجاء المجتمع، يتصارعون على السلطة وعلى البقاء على قيد الحياة.
بادر الجميع للحفاظ على حياتهم من خلال بحثهم عن المأكل والمشرب، ليضمنوا قوت يومهم.
في ظل هذه الأجواء، قام أصحاب القلوب القاسية وكل من يستطيع استغلال الفرص حتى في أتعسها، بفرض سلطته على العميان، رجل يحمل مسدسا معه عصابة من الرجال، كان قادرا على التحكم بمجرى الأمور وفرض القوانين الجائرة على العميان، قوانين تخدم مصالحه الذاتية وغرائزه الحيوانية، وكل من يخالف القانون يعاقب بمنعه من نيل طعامه.
المرأة التي ظلت مبصرة، كانت قادرة على أن ترى مشاهد كثيرة لم يستطع العميان أن يروها:
ترى الاستبداد والاستغلال والسرقة والزنى.
ترى القوي يأكل الضعيف.
ترى كيف تضطر النساء الى الانحراف الى الزنى لأصحاب السلطة حتى يضمنّ لقمة عيشهن وعيش أزواجهنّ.
ترى أوساخا وقاذورات ومخلفات جسمانية مقززة، يتركها البشر على جوانب الطريق.
ترى مساكين كثيرون ملقون على حافة الطريق، مصابون بأمراض شتى ليس بيدهم حبة دواء تخفف عنهم آلام المرض.
ترى جثثا معفنة ألقيت في الشوارع لا تنل شرف دفنها.
وحدها، ولا أحد سواها، يرى كل هذا الفساد في المجتمع، فتبكي في حرقة وتقول:
ما أصعب أن يكون المرء مبصرا في مجتمع أعمى!
الرواية تصف بشكل رمزي المجتمع الذي نعيش فيه، مجتمعا أعمى وليس القصد هو العمى الجسماني المادي وانما العمى الفكري: أي الجهل.
الجهل يجعل البشر غافلين عن كثير من الحقائق والوقائع التي تحدث حولهم، كما ويمنعهم جهلهم من التحرك والتقدم والتطور في حياتهم، إنهم بحاجة الى شخص مبصر حتى يقودهم من الظلمات الى النور. وهنا تقع المسؤولية على عاتق المبصرين. الأمر الذي يذكر بمقولة السيد المسيح التي مفادها: حين يقود شخص أعمى أناس عميان فإن النتيجة سيكون سقوطهم الحتمي. وهذا ما تبينه الرواية، إذ انقاد الكثير من البشر وراء شخص أعمى مثلهم فلقوا حتفهم. وما أكثرها المجتمعات البشرية التي يحكمها أناس عميان مثلهم، يقودونهم الى التدهور المستمر.
إحدى بطلات الرواية هي شابة جميلة أصابها العمى خلال عملها في الزنى. الراوي يظهر لنا اهتمام الفتاة وقلقها على والديها، تظل تفكر في خطة ليطمئوا عليها وتطمئن إليهم. كأن الكاتب يريد أن يقول أن من نظن أن أخلاقهم فاسدة في كثير من الأحيان يكونون أصحاب بصيرة وروح نقية.
كما وتقع الشابة في حب رجل عجوز، لا تراه ولا يراها، قبيح الشكل، أصلع، بعين عوراء، لكنها تختاره من بين كل البشر. كأن الكاتب يريد أن يقول لنا: إن الحب أعمى.
لكن حين تسترد الشابة بصرها وترى العجوز الذي أحبته تتراجع عن قرارها وتتركه.
كما يضيء الكاتب على الجانب الديني، فيظهر لنا في أحد الكنائس تمثال السيد المسيح وقد وضعت على عينيه عصابة، في إشارة غامضة إلى أن الإله الذي يرى هذا العمى في البشرية ويرى الفساد والظلم والاستبداد والفوضى والمساكين والمظلومين في الأرض، دون أن يحرك ساكنا، لا يستحق أن يكون مبصرا.
يختتم الكاتب روايته بأن يعيد الى الناس أبصارهم واحدا تلو الآخر، فيسر الناس كثيرا وينزلون في الشوارع هاتفين، محتفلين بعودة أبصارهم. فتعلق المرأة التي ظلت مبصرة على هذا الحدث وتقول:
لا أعتقد أننا أصبنا بالعمى، بل نحن عميان من البداية. حتى لو كنا نرى.. لم نكن حقا نرى! [/b][/size]
بالطبع لا أستطيع الاسهاب أكثر والتعمق والتطرق إلى أفكار الرواية كلها، لعظمتها وقوة الكاتب في طرحها بأسلوب يدعو الى الكثير من التساؤل والتأمل..
ولكن هي مجرد اضاءات على بعض زوايا الرواية، ودعوة لكل من يحب القراءة أن يقرأها.
تحياتي للجميع[b]
"الأعمى السيء ليس ذاك الذي لا يرى، وانما الذي لا يريد أن يرى"
جوزيه ساراماجو
أذهلتني هذه الرواية التي قرأتها مؤخرا للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1998.
رواية تختصر قضايا كثيرة في مجتمعاتنا البشرية تحت عنوان عظيم: "العمى".
يبدأ الكاتب بسرد الرواية من نقطة الحبكة:
رجل يصاب بعمى من نوع غريب، عمى أبيض، يرى كل شيء أبيض ومشعا، مثل ضوء شمس قوي اضاء في عينيه فمنعه من رؤية كل شيء. ثم سرعان ما ينتشر هذا النوع من العمى في أوساط المجتمع كله فينتقل مثل جرثومة أو طاعون ليصيب المجتمع كله. الجميع يصيبهم العمى الأبيض.
فقط امرأة واحدة لأسباب غريبة لم تنتقل اليها العدوى، ظلت مبصرة، وحدها ترى بين هذا الكم الهائل من العميان.
إثر ظاهرة العمى التي ألمت بالبشر، تعم الفوضى أرجاء المجتمع، يتصارعون على السلطة وعلى البقاء على قيد الحياة.
بادر الجميع للحفاظ على حياتهم من خلال بحثهم عن المأكل والمشرب، ليضمنوا قوت يومهم.
في ظل هذه الأجواء، قام أصحاب القلوب القاسية وكل من يستطيع استغلال الفرص حتى في أتعسها، بفرض سلطته على العميان، رجل يحمل مسدسا معه عصابة من الرجال، كان قادرا على التحكم بمجرى الأمور وفرض القوانين الجائرة على العميان، قوانين تخدم مصالحه الذاتية وغرائزه الحيوانية، وكل من يخالف القانون يعاقب بمنعه من نيل طعامه.
المرأة التي ظلت مبصرة، كانت قادرة على أن ترى مشاهد كثيرة لم يستطع العميان أن يروها:
ترى الاستبداد والاستغلال والسرقة والزنى.
ترى القوي يأكل الضعيف.
ترى كيف تضطر النساء الى الانحراف الى الزنى لأصحاب السلطة حتى يضمنّ لقمة عيشهن وعيش أزواجهنّ.
ترى أوساخا وقاذورات ومخلفات جسمانية مقززة، يتركها البشر على جوانب الطريق.
ترى مساكين كثيرون ملقون على حافة الطريق، مصابون بأمراض شتى ليس بيدهم حبة دواء تخفف عنهم آلام المرض.
ترى جثثا معفنة ألقيت في الشوارع لا تنل شرف دفنها.
وحدها، ولا أحد سواها، يرى كل هذا الفساد في المجتمع، فتبكي في حرقة وتقول:
ما أصعب أن يكون المرء مبصرا في مجتمع أعمى!
الرواية تصف بشكل رمزي المجتمع الذي نعيش فيه، مجتمعا أعمى وليس القصد هو العمى الجسماني المادي وانما العمى الفكري: أي الجهل.
الجهل يجعل البشر غافلين عن كثير من الحقائق والوقائع التي تحدث حولهم، كما ويمنعهم جهلهم من التحرك والتقدم والتطور في حياتهم، إنهم بحاجة الى شخص مبصر حتى يقودهم من الظلمات الى النور. وهنا تقع المسؤولية على عاتق المبصرين. الأمر الذي يذكر بمقولة السيد المسيح التي مفادها: حين يقود شخص أعمى أناس عميان فإن النتيجة سيكون سقوطهم الحتمي. وهذا ما تبينه الرواية، إذ انقاد الكثير من البشر وراء شخص أعمى مثلهم فلقوا حتفهم. وما أكثرها المجتمعات البشرية التي يحكمها أناس عميان مثلهم، يقودونهم الى التدهور المستمر.
إحدى بطلات الرواية هي شابة جميلة أصابها العمى خلال عملها في الزنى. الراوي يظهر لنا اهتمام الفتاة وقلقها على والديها، تظل تفكر في خطة ليطمئوا عليها وتطمئن إليهم. كأن الكاتب يريد أن يقول أن من نظن أن أخلاقهم فاسدة في كثير من الأحيان يكونون أصحاب بصيرة وروح نقية.
كما وتقع الشابة في حب رجل عجوز، لا تراه ولا يراها، قبيح الشكل، أصلع، بعين عوراء، لكنها تختاره من بين كل البشر. كأن الكاتب يريد أن يقول لنا: إن الحب أعمى.
لكن حين تسترد الشابة بصرها وترى العجوز الذي أحبته تتراجع عن قرارها وتتركه.
كما يضيء الكاتب على الجانب الديني، فيظهر لنا في أحد الكنائس تمثال السيد المسيح وقد وضعت على عينيه عصابة، في إشارة غامضة إلى أن الإله الذي يرى هذا العمى في البشرية ويرى الفساد والظلم والاستبداد والفوضى والمساكين والمظلومين في الأرض، دون أن يحرك ساكنا، لا يستحق أن يكون مبصرا.
يختتم الكاتب روايته بأن يعيد الى الناس أبصارهم واحدا تلو الآخر، فيسر الناس كثيرا وينزلون في الشوارع هاتفين، محتفلين بعودة أبصارهم. فتعلق المرأة التي ظلت مبصرة على هذا الحدث وتقول:
لا أعتقد أننا أصبنا بالعمى، بل نحن عميان من البداية. حتى لو كنا نرى.. لم نكن حقا نرى! [/b][/size]
بالطبع لا أستطيع الاسهاب أكثر والتعمق والتطرق إلى أفكار الرواية كلها، لعظمتها وقوة الكاتب في طرحها بأسلوب يدعو الى الكثير من التساؤل والتأمل..
ولكن هي مجرد اضاءات على بعض زوايا الرواية، ودعوة لكل من يحب القراءة أن يقرأها.
تحياتي للجميع[b]
ذكر الله :: الفئة الأولى :: ثقافى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 27, 2013 8:37 pm من طرف ابو بلال
» غذاء الملكات
الخميس يونيو 27, 2013 8:34 pm من طرف ابو بلال
» أمراض يعالجها العسل
الخميس يونيو 27, 2013 8:28 pm من طرف ابو بلال
» فوائد عسل النحل
الخميس يونيو 27, 2013 8:27 pm من طرف ابو بلال
» تركيب العسل
الخميس يونيو 27, 2013 8:25 pm من طرف ابو بلال
» مواصفات العسل الطبيعي :
السبت أبريل 27, 2013 8:00 pm من طرف ابو بلال
» العشرة المبشرون بالجنة
السبت أبريل 27, 2013 7:38 pm من طرف ابو بلال
» حقوق المرأة في الإسلام
الثلاثاء أبريل 23, 2013 8:21 am من طرف lolita lola
» حتى الكدب يرفضه النمل سبحان من خلق وسوى وابدع
الأحد أبريل 21, 2013 9:41 am من طرف lolita lola